تابع للرفق الجزء الرابع- رفق النبي في أداء مناسك الحج :
ففي حديث جابر الطويل عند مسلم فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء الحديث .
وقد شنق للقصواء الزمام : يعني أنه يكفها بزمامها عن شدة المشي .
والمورك : هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدم واسطة الرحل إذا مل من الركوب .وهو قطعة أدم يتورك عليها الراكب تجعل في مقدمة الرحل شبه المخدة الصغيرة .
وقوله السكينة السكينة: أي يأمرهم بالسكينة مشيرا بيده والسكينة الرفق والطمأنينة .
كلما أتى حبلا من الحبال : والمراد بالحبل في حديثه الرمل المستطيل المرتفع.
(أضواء البيان ج4/ص441)
17- أمر النبي الرفق بالحيوان :
حدثناه محمد بن المثنى وبن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت المقدام بن شريح بن هانئ بهذا الإسناد وزاد في الحديث ركبت عائشة بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالرفق .
(صحيح ابن حبان ج2:ص74)
حدثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن هشام بن زيد قال دخلت مع أنس على الحكم بن أيوب فرأى فتيانا أو غلمانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال أنس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم.
(سنن أبي داود ج3:ص100)
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة حدثنا الفضيل بن الحسين الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته قال أبو حاتم رحمه الله أراد بقوله أحسنوا القتلة في القصاص.
(قال علماؤنا إحسان الذبح في البهائم الرفق بها فلا يصرعها بعنف ولا يجرها من موضع إلى آخر وإحداد الآلة وإحضار نية الإباحة والقربة وتوجيهها إلى القبلة والإجهاز وقطع الودجين والحلقوم وإراحتها وتركها إلى أن تبرد والاعتراف لله بالمنة والشكر له بالنعمة بأنه سخر لنا ما لو شاء لسلطه علينا .تفسير القرطبي )
(سنن النسائي الكبرى ج3:ص479)
وروى مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فبادروا بها نقيها .رواه مالك في الموطأ.
(تفسير القرطبي ج10/ص73)
18- أمر النبي بالرفق في الطاعات :
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقلت هذه الحولاء بنت تويت وزعموا أنها لا تنام بالليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنام بالليل خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا .
(صحيح ابن حبان ج2:ص307)
19- إشارة الحاكم بالرفق في الخصومة :
أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن بن شهاب عن عروة أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليهم فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري فقال يا رسول الله أن كان بن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا زبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر.
(سنن النسائي الكبرى ج3:ص479)
20- النبي يعطي عطاء من لا يخاف الفقر :
سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن سليمان بن أبي شيخ بواسط يقول سمعت عبيد الله بن محمد بن عائشة يقول أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بغنم ذكر بن عائشة كثرتها فأتى الأعرابي قومه وقال يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.
(صحيح ابن حبان ج10/ص354)
21- ارجعوا إلى أهليكم :
وفي الصحيحين عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رحيما رفيقا فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا فقال ارجعوا إلى أهليكم وليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم .
(فيض القدير ج5/ص171)
22- وإنما بعثت رحمة :
حدثنا بن أبي عمر حدثنا مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن بن أبي حازم عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة انفرد بإخراجه مسلم وفي الحديث الآخر إنما أنا رحمة مهداة رواه عبد الله بن أبي عوانة وغيره عن وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.