قبل أقل من أسبوع عن موعد المباراة المرتقبة بين المنتخب الوطني ونظيره المغربي في المرحلة الثالثة من تصفيات أمم افريقيا2012، ازدادت حمى المباراة لدى الشارع العنابي الذي ينتظر المباراة على أحر من الجمر، خاصة أن المنتخب الوطني غاب عن هذه المدينة منذ سنوات، وبالضبط منذ هزيمة الغابون.
كانت الساعة أول أمس، تشير إلى الواحدة بعد الزوال، عندما نزلت بنا الطائرة في مطار رابح بيطاط في عنابة، وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه وجود أجواء مميزة في المدينة بالنظر إلى الموعد الكروي الهام الذي ينتظر المنتخب الوطني يوم الأحد القادم، إلا أننا تفاجأنا بغياب أي شيء يوحي بذلك، وهو ما دفعنا للحديث إلى بعض من صادفناهم من أجل معرفة مدى اهتمام الأنصار بهذه المباراة.
لكننا تفاجأنا بأننا كنا على متن نفس الرحلة التي أقلت ربيع مفتاح، مدافع نادي شبيبة بجاية، والذي كان أول لاعب محلي يلتحق بمعسكر المنتخب الوطني، حيث ومباشرة بعد نزوله من الطائرة، وجد حافلة خاصة بانتظاره، حيث نقلته إلى القاعة الشرفية التي تم تخصيصها لاستقبال لاعبي الخضر.
لم يدم انتظارنا كثيرا في المطار، حيث توجهنا بعدها مباشرة إلى مقر إقامتنا وكانت الفرصة مواتية لنا للحديث إلى سائق الطاكسي الذي كنا ننتظر أن يحدثنا عن مباراة الأحد، خاصة بعدما علم بوجهتنا (قرب مقر فندق صبري الذي يقيم فيه المنتخب الوطني)، لكن أول حديثه كان عن ليبيا، ومباشرة بعد وصولنا، توجهنا إلى مقر إقامة الخضر لنقل الأجواء في معسكر الخضر قبل انطلاق التربص، وكان أول من صادفنا قبل الوصول إلى الفندق مجموعة من الأطفال واقفين يمعنون النظر في كل سيارة تمر أمامهم: "ها هو بوڤرة" قال أحدهم، قبل ان يرد عليه آخر "لا.. هذا ليس بوڤرة.. بوڤرة يصل غدا".
وبعد أن باءت كل محاولتنا للولوج إلى الفندق بالفشل بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، قررنا التنقل إلى مكان قريب من أجل الحديث إلى بعض الشبان، حيث ما إن سألناهم إن كانوا سيذهبون الى الملعب يوم الأحد القادم، حتى راحوا يقولون لنا أن ذلك شيء مؤكد، حيث قال أحدهم "أنا شخصيا من أشد المولعين بالمنتخب الوطني، وكنت أتنقل عندما كان يلعب في العاصمة، فكيف لا أفعل ذلك والمنتخب الوطني سيلعب في عنابة".
الملعب سيمتلء على العاشرة صباحا
وقبل أن ينهي ذات المناصر حديثه، حتى راح زميله يؤكد أن المدرجات ستكون مملوءة عن آخرها قبل بلوغ العاشرة صباحا، مشيرا في ذات السياق إلى أن الملعب لن يسع كل الجماهير، لأن الكثير يعتزم الدخول حتى دون تذاكر، وأكد مناصر آخر أن عنابة كانت الأولى في احتضان مباريات الخضر في وقت سابق، لأنها تملك - حسب تعبيره - واحدا من بين أحسن الملاعب في الجزائر، كما أن كرة القدم لديها قاعدة جماهرية كبيرة في الولاية رقم 23.
"الماجيك" على كل لسان.. والشماخ في خبر كان
يفتخر كل الأنصار في عنابة بابن المدينة مجيد بوڤرة، الذي صار واحدا من أعمدة المنتخب الوطني، حيث أكد لنا بعض الأنصار أنهم سيخصصون استقبالا مميزا لعناصر المنتخب الوطني، وبالأخص المدفاع مجيد بوڤرة، الذي كان دوما يفتخر بانتمائه إلى مدينة بونة، وأضاف ذات المتحدث أنه صار مناصرا دائما لنادي غلاسغو رنجرز من أجل بوڤرة، أما عن إصابة بوڤرة، فأكد لنا المنتحدث أنه لا يتصور غياب الماجيك عن المباراة، لأنه الوحيد الذي بإمكانه الحد من خطورة المهاجم المغربي مروان الشماخ، حيث أوضح أنه سيكون مجرد رقم زائد أمام بوڤرة الذي شل من قبل حركات مهاجمين أقوى من الشماخ.
العنانبة ينتظرون الكواسر لتحقيق أحلى نصر
عندما تتحدث إلى أنصار كرة القدم في عنابة، فتأكد أن الحديث لن يخلو من ذكر أنصار اتحاد الحراش، الذين تربطهم علاقة مميزة مع الأنصار المحليين، حيث تمنى الكثير منهم حضور الكواسر إلى المباراة، لأنهم دوما يمنحون نكهة خاصة في المدرجات، بفعل حرارتهم في التشجيع ووقوفهم وراء المنتخب إلى آخر حتى في أحلك الظروف، مثلما يفعلون مع اتحاد الحراش الذي يحقق نتائج حسنة في بطولة هذا الموسم، بفضل وقوف الأنصار وراء التشكيلة التي لا تملك نجوما لكنها تمتلك أنصارا من ذهب على حد تعبير أحدهم. الجمهور متذمر لبيع التذاكر في الملعب فقط
أبدت بعض جماهير المنتخب الوطني تذمرها من القرار الخاص ببيع التذاكر في ملعب19 ماي فقط، حيث ينتظر أن يشهد هذا الأخير غدا الأربعاء زحاما كبيرا على الشبابيك، خاصة أن الكثير يمني النفس بحضور المباراة، من أجل تشجيع رفقاء زياني لتحقيق الفوز الذي سيشكل انطلاقة جديدة للجزائر في التصفيات الإفريقية، وأكد بعض الأنصار أنهم كانوا يرغبون في بيع التذاكر في مناطق مختلفة حتى تكون الفرص متساوية أمام الجميع من أجل اقتناء تذكرة، خاصة أن البعض سيحضر من خارج الولاية، حيث يرتقب أن تشهد المباراة حضورا قويا للأنصار ومن مختلف مناطق الوطن.