بعدما استرجع المنتخب الوطني كامل حظوظه في المرور إلى الدور الثاني بعد
التعادل الثمين الذي فرضه زملاء زياني على الإنجليز، تفكّر السلطات العليا
في البلاد في تنظيم رحلات إضافية
إلى جنوب إفريقيا للأنصار الراغبين في تشجيع “الخضر”، خاصة أن الحدث سيكون
تاريخيا لـ الجزائر بتأهلها لأول مرة إلى الدور الثاني في أكبر حدث كروي
في العالم، وبالتالي فالسلطات تسعى إلى ضمان تواجد معتبر للجمهور الجزائري
في جنوب افريقيا إذا نجح أبناء سعدان في رفع التحدّي والفوز في مباراتهم
الثالثة أمام الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء المقبل.
رئيس الجمهورية يتابع “الخضر” باهتمام وقد يتكفّل شخصيا بهذا الملفبالرغم
من أن القرار ليس رسميا بما أن المعلومة لم تتسرب إلا نهار أمس بعد نتيجة
إنجلترا، إلا أنه وحسب ما علمناه من مصادر موثوقة، فإن فخامة رئيس
الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يكون قد أخذ الملف لأجل دراسته جيدا قبل
اتخاذ القرار النهائي، فالمعروف على الرجل الأول في البلاد أنه يتابع كل
صغيرة وكبيرة تخص المنتخب وسبق أن صرح وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيّار
بعد الخسارة أمام سلوفينيا أن رئيس الجمهورية لا يزال يثق في “الخضر” وفي
قدراتهم، ولم تخيّب عناصرنا ثقة الرئيس بدليل النتيجة الرائعة المحققة
أمام العمالقة الإنجليز التي أنعشوا بها حظوظهم في تحقيق تأهل تاريخي إلى
الدور ثمن النهائي.
النادي السياحي يُنسّق مع “الفاف”
وأضافت
هذه المصادر أن أنصار المنتخب سيجدون هذه المرة تسهيلات بالجملة سواء في
استخراج تأشيرة جنوب إفريقيا بسرعة أو التخفيضات الكبيرة في الأسعار التي
ستكون دون شك في متناول الجميع، كما تكون قد بدأت الاتصالات بين النادي
السياحي الجزائري ورئيس “الفاف” من أجل التنسيق وتوفير الظروف الملائمة
لإقامة المناصرين الإضافيين في جنوب افريقيا والمنتظر تدفقهم بكثرة ما دام
أنهم سيجدون تسهيلات كبيرة جدا في رحلات خاصة من الجزائر إلى بلاد “نيلسون
مانديلا”.
فخامة الرئيس قد يُكرّر سيناريو أم درمان ومما
لا شك فيه أن منتخبنا وفي حال تجاوزه عقبة الأمريكان، فإنه سيجد تشجيعات
واسعة من السلطات الجزائرية بما في ذلك توفير كامل الظروف للذين لا يريدون
تفويت فرصة التنقل وحضور هذا الحدث التاريخي بوجود “الخضر” في الدور ثمن
النهائي، حيث لا نستبعد أن يتكرّر سيناريو أم درمان عندما تكفّّل رئيس
الجمهورية شخصيا بنقل ما يقارب 15 ألف مناصر إلى السودان فكانوا بمثابة
السند المعنوي القوي في تجاوز المصريين والتأهل إلى “المونديال” بعد 24
سنة من الغياب.