الرشفة الأولى

منذ أن رحلت عني

وأنا أحاول البحث عني

علني أجدني

رغم أني اعلم أين أجدني

لكن قد لاارغب بالعودة إلي

جدلية العودة أو اللاعودة

جدلية الصراع بين الأنا والهو

وجدلية الرحيل إلى الذات

أو البقاء على قيد الذوات

من الصواب أن تلجأ للفلسفة

عندما يصبح الكلام صعبا

قالها جدي قبل أن يلفظ

أنفاس الجزء الأول من حياته

على سياق ليس ببعيد جدا

يدعوني صديقي إلى مقهى

الشعارات العامة

لنحتسي حمة الوطن

هناك تصبح مخبرا على نفسك

دون أن تدري

فهم يضعون حبوب الهلوسة

داخل أكواب الوطن

الضرورات تبيح المحظورات

من الرشفة الأولى تشعر

بانتمائك لهم وتقفز لتقبل

صورة صاحب المقهى

كوب من الوطن

يجعلك خاضعا للخوف

تخبر عقلك الباطن بالسكوت

وان تكلم تخبر عنه

من الرشفة الأولى تتمايل

طربا وأمامك أحلامك

استحالت إلى راقصة

تلهو بها الأيدي الآثمة

من الرشفة الأولى قال لي

صديقي هل هنا هنا

أجبته : نحن لا نعلم سوى

أن نصفق ونشكر ونفدي

لاتفكر يا صاح

ما الذي يجعل حبيبتك

تشبه تاجر الشعارات

الشعارات

هو يقسم وهي تقسم

هو يقتل وهي تقتل

من الرشفة الأولى أعلنتها

لا تصدق بوجود وطن

إلى الأبد سوى القبر

أو أنثى تعشقك إلى الأبد

سوى أمك

يقول لي سكير: أنا اشرب

الخمر

لكي ابرر هذياني

أقول أنا: ما أصعب الكلام

حينما يصبح الكلام لدى

البعض رخيص كرخص

أجساد بنات الليل