ــــــــــــ ثورة اليراع ــــــــــــــــ
عشقتكَ في الطفولة غــــــير واع
وخلتكَ جنتي دون انقطـــــــــــاع
ولم يكُ شافعا لي حُسـنُ ظنـّـــــي
فأمضى المُلتقى إذنَ الـــــــــوداع
وصرتُ أرى الأمور بلا وضوح
وأتخذ القرار بلا اقـــــــــــــــتناع
أسافرُ في الحكايــــــــــا دون زادٍ
وأبحِرُ في الهموم بلا شــــــــراع
تزاحمتِ الحوادث والمآســــــــــي
وأقحِمَتِ القصائدُ في الـــــصّراع
وحوصرتِ المعاني في ضميري
وأجــــهِضتِ القوافي في الـْـتياع
فيُوهِنُ كلَّ وثباتي انكـــــــــــسارٌ
وتطفئ وحدتي وهج اندفـــــــاع
فلا أنا من لهيب الخوف نــــــاج
ولا أنا مانعي طول امتناعــــــي
فإني إن سكتّ قتلتُ فـــــــــكري
وسُلمَتِ المنابر للضبـــــــــــــاع
فما وُهب البيان لغير حســــــــم
وما مُنح التطلع للرعـــــــــــــاع
فيا بلدا يباع الحر فيــــــــــــــــه
وتنتحر الرجولة في الــــــــنزاع
سرابٌ في سرابٍ في ســـــــرابٍ
حياة الحرّ في عصر اقتطــــــاع
يصول الظلم فيه بكــــــــلّ درب
وتلتطم الهواجسُ والدواعــــــــي
وسِيق الحقّ للإعدام غــــــــــدرا
وما نفَعَ التحصّن بالقـــــــــــلاع
بلادي بيننا عهدٌ قديـــــــــــــــــم
وإني للعهود لخيــــــــــــــرُ راع
ولكن ما لطيرك لا يغنـّـــــــــــي
وما للدِّوح يشحبُ في ارتيـــــاع
وما للشمس غابت في ضحـــاها
كأنّ بها حياءً في قنـــــــــــــــاع
وقد بكتِ المنابتُ فقـْــــدَ مــــــاءٍ
وشُرِّدتِ المحاسن با تِّـبـــــــــاع
وصار حِمى القداسة مستباحــــا
لينعق بالتطرِّفِ كلّ نـــــــــــــاع
ويفترش الحرير سفيه قــــــــــوم
وما فـُطم اللصوص عن الرضاع
ويفترش الهوان وريثُ علــــــــم
ويُفترضُ الصِّيام على الجيــــاع
ففيم الصّبر إن لم يجد صــــــــبر
وفيم تواضعي من غيـــــــر داع
وفيم تعللي بغدٍ قريـــــــــــــــــب
وشرخ الخلف يفرط في اتّســاع
صحبتُ الناس واستطلعتُ عنهم
وأشقى كلما زاد اطـّـلاعـــــــــي
فأيّ فضائح كبرى رأيـــــــــــتُ
وأيّ جرائم بلغت سماعـــــــــي
ولم أجدِ التعقل في هجــــــــــوم
ولم أجدِ الثباتَ على الدِّفـــــــاع
فيا بلدا خلقت لغير هـــــــــــــذا
أأسكتُ بعدما شُلـّـتْ ذراعــــــي
يراعي والمدادُ دمي فدعنــــــي
فما بقيتْ سوى حرب اليــــراع
سأكتب شاهدا ما دمت حيـــــــا
بأقصى ما يكون بمستطاعــــي
فإن الصّمت بعد الآن جبـــــــن
وإنّ الجبن مزرعة الضّيــــــاع
مرفوعة إلى كل الشرفاء في وطني الحبيب