بلحاج يتوح مع السد بطلا للكرة الآسيوية

أحرز فريق السد القطري لقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم بفوزه في المباراة النهائية على شونبوك الكوري الجنوبي بركلات الترجيح (4-2) بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي (2-2)، في المباراة التي أقيمت على ملعب جيونجو في كوريا.

سجل للسد سيم يوونغ خطأ في مرماه وعبد القادر كيتا في الدقيقتين 31 و61، ولشونبوك إينينو أوليفيرا جونيور وسيم يوونغ في الدقيقتين 20 و(90+2).

وأعاد السد اللقب الى الفرق العربية ومنطقة غرب آسيا بعد ان احتكرته الفرق الكورية الجنوبية واليابانية منذ عام 2006.



وبتتويجه ضمن السد للمرة الأولى في تاريخه مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام الشهر القادم في اليابان ممثلاً عن آسيا، كما أنه أصبح الفريق الوحيد الذي يحقق البطولة في نظامها القديم والجديد (اللقب الأوّل 1989)، مضيفاً اللقب السابع للأندية العربية ومتساوياً مع الهلال والاتحاد السعوديين برصيد لقبين.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عدّل نظام النهائي، فبعد أن كان يقام من مباراتين ذهاباً وإياباً منذ انطلاق الحلة الجديدة للبطولة في 2003، فضل إقامة مباراة نهائية واحدة بدءاً من نسخة 2009.

وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها فريقا كوريا جنوبياً مع فريق عربي في نهائي البطولة، ففي نسخة 2004، التقى الاتحاد السعودي مع سيونغنام ايلهوا الكوري الجنوبي، خسر الأول ذهاباً في جدة 1-3، وسحق منافسه إيابا في سيونغنام 5-صفر ليحرز اللقب، وفي نهائي 2006، توج شونبوك بالذات بطلا على حساب الكرامة السوري بفوزه عليه 2-صفر ذهابا في جيونجو وخسارته أمامه 1-2 إياباً في حمص.



أحداث المباراة

قدم الفريقان مباراة سريعة حافلة بالإثارة والتقلبات سيطر فيها الفريق الكوري لكنه بالرغم من ذلك لم يتمكن من التسجيل سوى من كرات ثابتة، بالمقابل نجح السد في مجابهة قوة الفريق المنافس وضغط جمهوره بتكتيك جيد كادت أن تفسده الأخطاء الفردية.

الفريقان اعتمدا أسلوباً متشابهاً في الدقائق الأولى فبدأت المناوشات عبر التسديد البعيد وكانت أول فرصة للبرازيلي إينيو أوليفيرا جونيور ردها الحارس أحمد الصقر بصعوبة، وجاء الرد مماثلاً بتسديدة من مامادو نيانغ لكن فوق المرمى.

وبعد مضي ربع ساعة تحول شونبوك إلى أسلوبه المعروف بالتحرك عبر الأطراف فأصبحت محاولاته مربكة لدفاع السد وكادت رأسية تشانغ هوون أن تبدل الأرقام لولا براعة الحارس أحمد الصقر.



وفي ظل الضغط الكوري ومن ركلة حرة مباشرة في الدقيقة20، منح البرازيلي إينيو أوليفيرا جونيور التقدم لفريقه بكرة خادعة نفذها على مشارف منطقة الجزاء استقرت في الزاوية اليسرى لمرمى الصقر الذي اكتفى بموقف المتفرّج

عاد الفريق القطري لأجواء المباراة تدريجياً على وقع تحركات دينامو الفريق خلفان إبراهيم. وأتى الضغط العربي بثماره في الدقيقة 31 إثر كرة مرفوعة من عبد القادر كيتا نحو زميله خلفان القصير المكير أخطأ المدافع سيم يوونغ التعامل معها مودعاً الكرة في مرماه لتتعادل الأرقام.

في الشوط الثاني بدأه أصحاب الملعب بضغط كبير فتتالت المحاولات وتنوعت بين الأطراف تارة والعمق تارة أخرى ولعب إينيو دور المحور في كل لقطة خطيرة فكان إما الممرر أو المسدد وسط استبسال من دفاع السد وحارسه.

بالمقابل كانت محاولات السد المرتدة خطيرة ومثمرة فبعدما أهدر نيانغ الفرصة الأولى إثر تباطؤه بالتسديد أمام المرمى مضيّقاً الزاوية على نفسه، نجح عبد القادر كيتا في منح السد التفوّق حين هيّأ الكرة بمهارة عالية على حدود منطقة الجزاء متخطياً مدافعين بلمسة واحدة ثم أطلق تسديدة هائلة هزت الشباك الكورية في الدقيقة 61 وسط صمت خيّم على مدرجات إستاد جيونجو.



بعد فترة انعدام وزن عاد شونبوك ونظم صفوفه باحثاً عن التعادل، وكان له أكثر من تهديد خطير ووصل لمرمى الصقر، ففي الدقيقة 68 سنحت لبطل آسيا 2006 فرصة "مجنونة" إثر ركلة ركنية ارتدت ثلاث مرات الأولى رأسية من لويز هنريكه ردها الصقر ببراعة والثانية من إينيو أبعدها وسام رزق برأسه قبل أن تخترق الشباك ليقابلها تشانغ هوون بحركة خلفية مقصية ضلت طريقها.

الدقائق العشرين الأخيرة من المباراة مرت بسيناريو واحد مع سلسلة من الركلات الثابتة لشونبوك من زوايا مختلفة، قابلها السد بمحاولات هجومية مرتدة، وطغت الخشونة والحساسية على الأداء من الطرفين مع تقدم عمر المباراة.

وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تتجه لنهايتها، سدد تشانغ هوون من داخل المنطقة كرة خطيرة ردها أحمد الصقر الذي وبخطأ منه نجح الفريق الكوري بإعادة المباراة لنقطة البداية في الوقت الضائع حين عوّض المدافع سيم يوونغ خطأه في الشوط الأول وسجل هذه المرة لصالح فريقه برأسية مرت بين عدد من المدافعين مستثمراً الخروج الخاطئ لحارس السد (90+2).

حملت الدقائق الثلاث المتبقية من الوقت الضائع مزيداً من جنون الكرة مع فرصة حسم المباراة للفريق الكوري أهدرها بارك جي وون أمام المرمى بعد تدخل للصقر في الرمق الأخير، تبعها فرصة مماثلة للسد بتسديدتين متتاليتين لإبراهيم ماجد وحسن الهيدوس لكن الكرة ارتدت وسط غابة من أقدام المدافعين.

الشوطان الإضافيان

في الحصة الإضافية الأولى كان أصحاب الضيافة في القمة معنوياً بعد هدف التعادل، ورغم ضغطهم الواضح لم تبرز سوى فرصة الهداف لي دونغ كوك الذي سدد بمواجهة المرمى بتسرع فوق العارضة، أما السد فكاد يلسع خصمه مجدداً بفرصة في الدقيقة 104عبر نيانغ تصدى لها الحارس كيم مين سيك.

وفي ظل فشل الفريقين في التسجيل شهدت الدقيقة الأخيرة من المباراة طرد لاعب السد علي عفيف بعد الإنذار الثاني لتعلن بعدها صافرة الحكم الثنائية ضرورة الاحتكام لركلات الترجيح.

وفي ركلات الترجيح، سجل للسد مامادو نيانغ وحسن الهيدوس وإبراهيم ماجد ونذير بلحاج وأهدر لي جونغ سو، فيما سجل لشونبوك اينيو أوليفيرا جونيور وكيم سانج سيك، بينما أهدر كيم دونغ تشان وبارك وون جاي.



وكان الحارس أحمد الصقر بطل ركلات الترجيح دون منازع بتصديه للركلتين الثانية والثالثة، ليكرر إنجازه في صفوف منتخب بلاده في كأس الخليج عام 2003 عندما تصدى لركلتي جزاء أيضاً في النهائي ضد سلطنة عمان مانحاً اللقب لفريقه.