السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أدانت عدة أطراف عربية وإسلامية لجوء السلطات الليبية إلى العنف في وجه المتظاهرين المطالبين بالحرية وتغيير النظام، ونددوا بـ"المجازر الشنيعة" التي يرتكبها الأمن الليبي ضد الشعب، واعتبروا أن التظاهر ضد الظلم أمر مشروع، مبدين تشجيعا كبيرا للشعب الليبي حتى يكمل مهمته.
وفي أول رد فعل عربي على ما يجري في ليبيا، قال مصدر مسؤول في الخارجية القطرية إن قطر تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في ليبيا، خصوصا ما تردد من أنباء عن استخدام السلطات الليبية للطيران والأسلحة النارية في مواجهة المدنيين.
وأكد المصدر أن قطر في الوقت الذي تعبر فيه عن الحزن والأسى لسقوط ضحايا، فإنها تعبر عن إدانتها واستيائها لاستخدام القوة، وتطالب السلطات الليبية بالتوقف عن ذلك والعمل على حقن الدماء.
كما أعرب المصدر عن استنكار قطر لصمت المجتمع الدولي على ما يجري في ليبيا من أحداث دامية.
وفي رد فعل عربي آخر أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن قلقه البالغ إزاء الأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية، وطالب بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف، متوجها بالعزاء للشعب الليبي في "الشهداء الأبرار".
وأكد أن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع، وأنه لا مجال للتخوين ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة. وأشار إلى أن أبناء الوطن العربي لسانهم واحد، وأنه أمر منطقي أن يستلهموا تجارب بعضهم بعضا.
فتوى بالقتل
وفي ردود لشخصيات وهيئات بارزة من العالم العربي والإسلامي أفتى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي بـ"قتل الطاغية الليبي معمر القذافي بسبب قتله أبناء شعبه عن طريق قصفهم بالطائرات واستخدام المرتزقة الأجانب لقتلهم".
وطالب القرضاوي -في حديث للجزيرة مساء الاثنين- قادة وضباط وجنود الجيش الليبي بـ"ألا يسمعوا ولا يطيعوا أوامر القذافي بقتل أبناء شعبهم لأن السمع والطاعة هنا حرام، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
وقال القرضاوي "أصدر الآن فتوى بقتل القذافي، أي ضابط أو جندي أو أي شخص يتمكن من أن يطلق عليه رصاصة فليفعل، ليريح الليبيين والأمة من شر هذا الرجل المجنون وظلمه". وأضاف "لا يجوز لأي ضابط أن يطيع هذا الرجل في المعصية والظلم والبغي على العباد".
ووصف القرضاوي سيف الإسلام القذافي بأنه "سيف من سيوف الجاهلية، وقد أراد بخطابه تسليط الشعب الليبي بعضه على بعض".
أما الداعية السعودي سلمان العودة فقال "إن الحاكم الذي يستمرئ قتل شعبه غير جدير بحكمهم"، واستنكر "المجازر الشنيعة المفجعة" التي أقدمت عليها جهات أمنية وأخرى متصلة بها التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء "ممن نحتسبهم عند الله من الشهداء".
من جانبه ناشد شيخ الأزهر أحمد الطيب "قادة الأمة حكاما وعلماء وعقلاء إيقاف هذه المذابح البشرية فورا، وحقن دماء الشعب الأعزل، والاستجابة لمطالبه المشروعة وحقه في الحرية والعدالة والعيش الكريم".
وفي وقت سابق قال العلامة الليبي الشهير الدكتور صادق الغرياني إن ما يحدث الآن في ليبيا "شيء لا يحتمل ولا يمكن السكوت عليه، حيث يضرب النظام الليبي المتظاهرين بأسلحة مضادة للطائرات".
واتهم الغرياني النظام باستخدام مرتزقة لقمع المحتجين، ودعا قادة الجيش وزعماء القبائل الليبية للوقوف في وجه النظام ونصرة المتظاهرين.
ومن جهته استنكر العلامة الموريتاني وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد الحسن الددو ما يجري من جرائم "منكرة لا يجوز السكوت عليها في ليبيا". وقال إن على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إنكار ذلك و"التحرك لحماية المسلمين العزل في ليبيا".
هيئات تدين
وفي رد فعل آخر قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تدين وتستنكر بشدة قيام النظام في ليبيا بمواجهة أبناء الشعب الليبي الذين خرجوا في مسيرات سلمية، واستهدافهم وقصفهم بالطائرات الحربية والمدافع وتنفيذ مجازر جماعية بشعة ضدهم، سقط فيها مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
ودعت الحركة في بيان توصلت الجزيرة نت بنسخة منه الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم لاستنكار المجازر الوحشية التي ينفذها النظام في ليبيا.
في آسيا أدان مجلس تجمع المنظمات الإسلامية الماليزية والتجمع الآسيوي لاتحاد علماء المسلمين بشدة عمليات القتل بحق المتظاهرين في الأنتفاضة الجارية في ليبيا ودعوا إلى ممارسة ضغط دولي لوقف المجازر بحق الشعب الليبي.
وطالبت رابطة علماء السنة في بيان بإيقاف الكتائب الخاصة التي تقوم بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في ليبيا، وتقديم كل من أعطى الأوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ومن نفذ هذه الأوامر للمحاكمة.
ودعت -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- الحكام العرب إلى السماح للمواطنين بالتظاهر السلمي للمطالبة بحقوقهم بدون تخويف وترهيب واحترام حق الشعب في تقرير مصيره، وأن يحسنوا الاستماع إلى مطالبهم بعين الحكمة والعدل والإنصاف.
كما أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن قلقها تجاه الأحداث الأخيرة في عدد من الدول العربية، مؤكدة أن التحديات المتنامية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن التغلب عليها إلا عبر تقديم وتنفيذ إصلاحات شاملة في مختلف القطاعات.
واستنكرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بشدة ما سمته العدوان الوحشي الهمجي الذي تنتهجه السلطات الليبية ضد المظاهرات السلمية، "التي تطالب باستعادة حقوقها في الحياة الكريمة والسيادة الوطنية، وتغيير النظام الدكتاتوري والجاثم فوق صدر الشعب منذ ما يزيد على 42 عاما".
وقد أفتت لجنة علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الأردنية- بأن "المظاهرات تعبير عن إنكار المنكر باللسان، وهذا أمر مشروع بل واجب".
يا رب اللطف نسأل الله عز و جل أن ينتصر الحق و نحن دائما على أمل أن الباطل يزول ولو مرت الدهور...
تحياتي للشعب الليبي الحبيب