اسامة
♥المشرفين♥
SMS عسل : من مواضيعي : عدد المشاركات : 775 شكر+ : 34 نقاط : 13725 الجنس : العمر : 32 الحالة : أعزب الدولة : الهدايا : الأوسمة : إحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: التلفزيون الجزائري خارج الحدث السبت 8 يناير - 16:50 | |
| غريب أمر التلفزيون الجزائري، فهو يكاد يكون الجهاز السمعي البصري الوحيد في العالم، الذي لا يمتلك لا سمعا ولا بصرا من أجل اكتشاف ما يحدث بالقرب منه، وما يقع من احتجاجات بمحاذاته، لدرجة بلغت فيها درجة نبوغ المسؤولين عليه، حدّ رؤية احتجاجات الهند وبلاد السند، في حين أصيب بالعمى، عن أحداث مشابهة في باب الوادي وبلكور، ووهران، وحتى في شارع الشهداء التي يقع فيها مقر هذا التلفزيون المشؤوم!
قبل فترة، قال وزير الاتصال، إن الصحافة لا تمتلك كفاءات لمناقشة البرامج السياسية، واعدا بالتغيير بدلا من التكوين، وقبلها، اتهم المسؤول ذاته، التلفزيون بإنتاج الرداءة في أفضل مواسمه، رمضان، لكن الوزير، لم يخبرنا عن مقياس كفاءة التلفزيون، المتهم شعبيا بالتقصير، وليس القصور، ذلك أننا نعلم جيدا، ومن خلال مشاهدة الفضائيات العربية، أن هذا الجهاز أنتج العديد من الكفاءات التي لا يمكن رميها بتهمة القصور، لكنها مقصرة في رصد الحدث الوطني، سواء عن قصد أو بسوء نية من طرف البعض؟! ألم يسأل الوزير نفسه، ومعه القائمون على أمور اليتيمة، لماذا باتت الهوائيات المقعرة، تنافس في عددها، أفراد الشعب، كيف أضحى هؤلاء يستهلكون ما تنتجه من برامج وأخبار، أكثر من استهلاك الخبز والماء؟ ألم يتساءل البعض، لماذا يتغير مديرو الأخبار في التلفزيون أكثر مما يتغير حراس الباركينغ فيه؟ ولماذا باتت وزارة الاتصال في حد ذاتها، أكثر الكراسي الحكومية المعادية للاستقرار والاستمرارية، و(المتعودة دايما) على التغيير؟! الحقيقة أن حظ التلفزيون عاثر جدا، وهو كحظ العانس، بل كحال المرأة المطلقة، لا أهل يحبونها مثل السابق، ولا مجتمع يرحمها، ولا هي راضية عن نفسها ليس غريبا أن يتوجه المتظاهرون في وهران إلى مقر المحطة الجهوية للتلفزيون من أجل الاحتجاج، والأمر ذاته، وقع في شارع الشهداء مع المركزية، وليس غريبا كذلك أن تسارع السلطة لحماية مقر التلفزيون في كل اعتصام أو احتجاج أو انقلاب، ذلك أنها تدرك ببساطة، أن هذا التلفزيون لا يوفر خدمة عمومية بقدر ما يمثل رئة حية تتنفس منها خلايا الفساد، وسوء التسيير، وتستعمله السلطة، سلاحا شاملا ضد المواطنين، بالكذب والتضليل حينا، وبالتطبيل والتزمير حينا آخر؟ التلفزيون لم ير احتجاجات غلاء الأسعار، لأنه لا يمتلك عيونا مفتوحة أصلا، وهو غير محترم من أصحابه قبل الآخرين، والدليل أن حتى كبار رموز التحالف الحكومي اختاروا الجزيرة والعربية والبي بي سي من أجل التعليق على الأحداث، وكأن هذه التلفزة أضحت وبعدما كانت توصف باليتم لفقدان التعدد، أضحت يتيمة من طرف أهلها ومرشحة للطرد من البيت الوطني قريبا؟
| |
|