كما احتضن أيضا أكبر وأشهر المواعيد الرياضية والفنية الجزائرية، غير أن الوضع انقلب كلية مع مرور السنوات، فهاجس نتائج بعض الآندية دفع بالبعض للتفريط في هذا الملعب والتحول نحو ملاعب أخرى، بالرغم من رغبة اللاعبين الملحة في اللعب في هذا "المعلم" الكروي الكبير الذي لا أحد ينكر سمعته التي لا تقاس.
الحاج عنتر عصماني: "يجب التحمل والتعود على مواجهة الجمهور"
يرى الحارس الدولي السابق الحاج عنتر عصماني أن نقل مباريات المنتخب الوطني الى ملعب تشاكر بالبليدة يعد هروبا من واقع اليم يعيشه الفريق الوطني، خاصة بعد الوجه الشاحب الذي ظهر به رفاق مجيد بوڤرة امام فريق الغابون، حيث اكتشف الجمهور الجزائري مستوى الفريق الهزيل الذي لم يرق الى مزاج احد، واستغرب كثيرا اتخاذ قرار كهذا الذي لا يخدم كرة القدم الجزائرية بدليل ان درس المونديال لم يهضم بعد، متسائلا كيف لفريق وطني يمثل الجماهير الرياضية وشريحة واسعة من المجتمع يفضل ملعب طاقة استيعابه صغيرة جدا مقارنة مع ملعب 5 جويلية، وبالمقابل يواجه منتخبات وطنية خارج قواعدها أمام عدد مضاعف إنها حقيقة المفارقة الكبرى - على حد تعبير محدثنا -، مضيفا: "والجمهور هو رأس مال أي فريق وطني، ونتطلع إلى إعادة النظر في القرار الذي اعتقد جازما أنه لا يخدم كرة القدم الوطنية، وعلى اللاعبين تحمل مسؤولياتهم أمام الانصار، لأن لا أحد يقبل الأعذار، حيث أن حجم الاستثمارات يفوق بكثير النتائج المحققة، ومنه يجب التحمل والتعود على مواجهة الجمهور، لأن كرة القدم وجدت بالجمهور.."
كمال قاسي سعيد:"من غير المعقول أن نملك 5 جويلية ونلعب في تشاكر!"
يقول مدرب المنتخب الوطني العسكري كمال قاسي سعيد إنه ضد قرار العودة إلى لاستقبال ضيوف الخضر على أرضية ملعب تشاكر بدل ملعب 5 جويلية الأولمبي.
وقال الدولي السابق: "ملعب تشاكر جميل وجمهور البليدة رائع، لكن ملعب 5 جويلية هو المكان المثالي للمنتخب الوطني، لأنه يستوعب أكثر من 80 ألف مناصر مما يسمح لأغلب أنصار الخضر بمشاهدة فريقهم، كما أن تنظيم أي لقاء فيه سهل بالنظر إلى الإمكانات التي يزخر فيها".
وأضاف: "أنا ضد فكرة العودة إلى تشاكر، فإذا اقررنا بقوة منتخبا فعلنيا أن نلعب في أحسن الملاعب وأن لا نبالي بالخرافات ومقولة أن هذا ملعب "مربوح".
هذا وانتقد كمال قاسي السعيد بشدة بعض اللاعبين الذين فضلوا العودة إلى ملعب تشاكر بحجة أنهم تعرضوا للانتقاد من طرف أنصار ملعب 5 جويلية، حيث قال: "ملعب 5 جويلية محكمة الكرة الجزائرية، وعلى أي لاعب أن يتقبل انتقاد الجماهير كما يتقبل تصفيقهم عليه، فلاعبون كبار مثل ماجر، بلومي، عصاد وغيرهم انتقدوا في 5 جويلية، لكنهم لم يصرحوا يوما أنهم يريدون تغيير الملعب".
وتمنى اللاعب السابق لنادي كان الفرنسي أن يقتدي لاعبو الخضر والطاقم الفني بمختلف المنتخبات العالمية الكبيرة التي تلعب في ملاعب كبيرة، حيث قال: "كل المنتخبات الكبيرة المحترمة تلعب في ملاعب كبيرة ولم نسمع يوما أن البرازيل، فرنسا، ألمانيا وايطاليا غيروا الملعب الذي يستقبلون فيه بعد أن انتقدهم الجمهور".
ولم يفهم قاسي السعيد تصريحات بعض اللاعبين الدوليين الذين أكدوا بأنهم تعودوا على أرضية ملعب تشاكر، حيث قال: "أتساءل كيف هؤلاء اللاعبين ينتقدون ملعب 5 جويلية ويؤكدون في كل مرة أنهم تعودوا على أرضية تشاكر، رغم إنهم يلعبون للمنتخب مرة كل ستة اشهر، فهل يملك هؤلاء اللاعبين الشجاعة لانتقاد ملاعب وأنصار أنديتهم التي يلعبون لها".
حدو مولاي: "اختيار ملعب البليدة كان صائبا وجمهور 5 جويلية كان قاسيا كثيرا على الخضر"
أما لاعب المنتخب الوطني السابق حدو مولاي فقد أكد بأن اختيار ملعب مصطفى تشاكر يعد عاملا نفسيا مساعدا للاعبين ويجعلهم يلعبون بروح تصفيات المونديال بالإضافة إلى تعود رفقاء زياني على تحقيق الانتصارات بالبليدة، مع ان الملعب لا يعتبر سببا في تردي نتائج الخصر حسب تعبير مولاي، وارجع لاعب الخضر السابق قرار الطاقم الفني القاضي بتغيير مكان إقامة المباراة إلى الطريقة التي عامل بها جمهور5 جويلية اللاعبين، مما وضعهم تحت ضغط كبير، وأضاف محدثنا بأن الأنصار خلال مواجهة الغابون كانوا قاسين نوعا ما وأحبطوا نفسية اللاعبين، مشيرا لضرورة توفير كل سبل النجاح لأشبال سعدان من اجل تحقيق التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية القادمة.
شريف الوزاني: "5 جويلية سيبقى رمزا لانتصارات الكرة الجزائرية وتشاكر سيزيل عقدة اللاعبين"
أما شريف الوزاني فقد علق على تغيير مكان إقامة مباراة تانزانيا من 5 جويلية إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بأنه مجرد عامل نفس للاعبي منتخبنا الوطني الذين ألفوا تحقيق الانتصارات هناك، مما جعلهم يعتبرون أرضية تشاكر فأل خير عليهم، بالإضافة إلى أنهم يعرفون مساحات الملعب جيدا، ولم يربط سي الطاهر تدني نتائج الخضر في الفترة الأخيرة بسبب اللعب بـ5 جويلية، مؤكدا بأن ذلك مجرد عقدة يجب حلها مع مرور الوقت، فالفريق الكبير حسب شريف الوزاني يلعب في كل ملاعب الجزائر مثلما كان يفعل منتخب 1990، ويرى محدثنا أيضا بأن ملعب وجمهور 5 جويلية سيظلان الأفضل على الإطلاق، وما تتويج الخضر بكأس الأمم الإفريقية الوحيدة منذ 20 سنة مضت بالإضافة لتتويج نادي شبيبة القبائل وغيرها من النوادي الأخرى بألقاب قارية ومحلية هامة في هذا الملعب سوى دليل على مكانة 5 جويلية الذي يعد رمزا لانتصارات الكرة الجزائرية عبر مختلف الأزمان، والعودة إليه لاحقا تعد ضرورة، وقال سي الطاهر بأن الطاقم الفني يحاول من خلال هذا التغيير توفير كل سبل الفوز، خاصة مع إدراك رابح سعدان صعوبة المهمة أمام تنزانيا عكس ما يتوقعه البعض، والحذر مطلوب أمام الفرق الصغيرة، يختم شريف الوزاني.
عمر بلعطوي: "تشاكر يساعد من الناحية النفسية لكن 5 جويلية ليس سببا في النتائج السلبية"
يرى اللاعب السابق للخضر عمر بلعطوي بأن قرار إقامة مباراة تنزانيا شهر سبتمبر القادم سيساعد اللاعبين من الناحية النفسية بسبب تعودهم على اللعب فيه وكذا معرفتهم الجيدة لمساحات مصطفى تشاكر، لكن بلعطوي أشار إلى انه لا يجب علينا أن نرجع سلسلة النتائج السلبية مؤخرا لملعب 5 جويلية، لأن الخضر عليهم إثبات قوتهم أينما لعبوا، سواء داخل الديار أو خارجها، وهذه هي مواصفات الفريق الكبير، وأضاف محدثنا بأن أزهى فترات الكرة الجزائرية سواء على مستوى المنتخبات أو النوادي كانت بمركب 5 جويلية، وقال بلعطوي أن الخلل لا يكمن أبدا في اللعب في هذا الملعب او ذاك، وإلا كيف يمكن تفسير تعرض المنتخب الوطني لهزائم متتالية رغم لعبه في ملاعب محايدة بجنوب إفريقيا خلال المونديال حسب قول بلعطوي.
إبراهيم زافور: انصار 5 جويلية ليسوا حجة.. عيب أن نخسر أمام الغابون والمشكل في اللاعبين
يخالف المدافع السابق للمنتخب الوطني والحالي لشبيبة بجاية ابراهيم زافور قرار روراوة وسعدان القاضي إلى تحويل التشكيلة الوطنية إلى ملعب التشاكر بالبليدة تحسبا لمواجهة تنزانيا يوم 3 سبتمبر هروبا من أنصار 5 جويلية في أعقاب الانتقادات التي وجهوها للاعبين والناخب الوطني في المباراة الودية أمام الغابون، قائلا بأن المشكل ليس في أنصار 5 جويلية، لأن الأنصار في العاصمة هم نفسهم في وهران وعنابة وفي كل ولايات الوطن، وإنما في اللاعبين الذين قدموا مردودا هزيلا أمام الغابون يستحقون عليه ما قدموه على المستطيل الاخضر، ثم ان الانصار ذواقون ورد فعلهم السلبي في حق اللاعبين والناخب الوطني في لقاء الغابون عادي ومنطقي جدا، مرده إلى تراجع مستوى التشكيلة الوطنية أضاف زافور، قبل أن يعتبر الانهزام أمام الغابون بمثابة وصمة عار لمنتخب شارك في المونديال: "كلنا نحب وطننا، والفريق الوطني ملك للجميع، فإذا انتقد الأنصار اللاعبين في مباراة الغابون فمعناه أنهم خيبوا ظنهم، وأنا ضد فكرة استعمال أنصار 5 جويلية كحجة للهروب إلى البليدة أو إلى أي ملعب آخر، وأتمنى أن تنتفض العناصر الوطنية بغية تحسين صورة ونتائج المنتخب في المواجهات الودية والرسمية بدلا من اختلاق ذرائع لا أساس لها من الصحة.