خطر الشائعات

من الأمراض الخطيرة التي قد تفتك بالمجتمع
وتقوض أركانه، نشر الشائعات على اختلاف أنواعها ومن اتصلت به فتورث العداوة والبغضاء
بين الناس وتفتح باب الغيبة على مصراعيه ولا شك أن المسلم مطالب بالتثبت عند سماع الأخبار،
وألا يبادر بنشرها وترويجها حتى وإن كانت صدقاً، حفظاً للسانه من الغيبة والوقوع في
أعراض المسلمين، ناهيك أن تكون أمراً ظنياً احتمالياً لم يثبت عنده.

خطر الشائعات 748592684_1348288912

حول خطر الشائعات وآثارها المدمرة
وواجب المسلم نحوها، تحدث الشيخ سالم بن مبارك المحارفي، الموجه والمرشد التربوي بقاعدة
الرياض الجوية إمام وخطيب جامع ابن عساكر بحي المعذر:

لم تكن الأخبار ذات المصادر المجهولة
أو معدومة المصدر وليدة اليوم، بل هي مع ولادة الإنسان، ينقل كل ما يسمعه ويراه بحسب
فهمه لما سمع ورأى.

ولو أن كل شخص نمى إليه خبر ما حقق
ودقق، وسأل وتفحص، لما تقطعت أواصر، وقامت حروب، وانتهكت أعراض، وسفكت دماء، وجرى الظلم
في الناس مجرى سيل العرم، ولهذا حذر الرب تبارك وتعالى من هذا، وأمرنا بالتثبت والتبين
قبل أن يصدر منا قرار تكون نهايته وخيمة، عاقبته ندامة قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا
إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

التثبت من الأخبار

فهذه النصوص الشرعية تأمرنا بالتثبت
من الخبر بمعرفة قائله ومدى صدقه، ثم تأمرنا كما في القراءة الثانية بالتبين وهو معرفة
حقيقة الأمر، وبالمثال يتضح المقال، فلو أن شخصاً في وقت إقامة الصلاة رأى شخصاً يتجه
للبيت، فنقل الخبر أنه رأى فلاناً يدخل بيته في وقت الإقامة، لكان ما نقله صحيحاً،
وبقي التبين من سبب دخوله وقت الصلاة أنه قد يكون لتوه قادماً من سفر وقد جمع الصلوات
أو غير ذلك، وكمن رأى رجلاً يأكل في نهار رمضان فنقل للناس ما رآه فهذا خبر تم التثبت
من صحته، وبقي التبين له فقد يكون مريضاً أو ناسياً ونحوه.

وبالجملة فعدم التحقق مما يسمعه المرء
ويتبين صحته قد يورده موارد الهلاك، ويوقعه في إحراج يود لو يخرج منه بسلام، ويشتد
الأمر فظاعة وسوءًا إذا كان الكلام ال خطر الشائعات 197644

وهو مكذوب غير صحيح عن ولاة الأمور وعن
العلماء فهنا الأمر يشتد ويعظم، إذ يترتب على ذلك شر عظيم قد يكون سببه رفع الأمن وحدوث
فساد عريض، وعدم الوثوق بالعلماء وازدراؤهم والحط من شأنهم فلا يأخذ الناس عنهم شرع
الله وسنة نبيه، وعن البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «كفى
بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع» صححه الألباني.

حديث الإفك

ثم تحدث الدكتور يحيى بن علي ال عمري

،
عضو هيئة التدريس بقسم الفقه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقال: بين الحين
والآخر نسمع عن شائعات تبث وتنشر وأكاذيب تبعث وترسل، هذه الشائعات لها خطر عظيم وشر
كبير، فكم دمرت من مجتمعات وهدمت من أسر وفرقت بين أحبة. كم أهدرت من أموال وضيعت من
أوقات. كم أحزنت من قلوب وحطمت من أفئدة وأورثت من حسرة.

لقد عالج الإسلام قضية الشائعة عن
طريق ثلاث نقاط:

أ- النقطة الأولى: التثبت.

ب- النقطة الثانية: الناقل للشائعة
من الفاسقين.

جـ- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب
الشائعة.