السلام عليكم
أخي المسلم أختي المسلمة
في الحياة الدنيا لنعبد الله سبحانه وتعالى ، بالفرح والحزن ، والعزيمة والرخصة ، والقوة والضعف
نحن نعبد الله في كل أحوالنا ، لا تختلف العبادة في الفرح عنها في الحزن مثلا
فنحن في الفرح نحمد الله ونشكره ولا نكفره
وفي الحزن نصبر لله ونتوكل على الله ونكل أمورنا إليه سبحانه
والعبادة معناها واسع جدا ، تشمل كل أمور حياتنا ، من أصغر شيء تفعله ، إلى أكبر شيء تقوم به
أعلم أن الأفلام بصورة عامة من المباحات التي يشاهدها الناس
لكن هناك قواعد وأصول لا يصح أن يكون المسلم عبدا لله سبحانه وتعالى وهو - أي المسلم - يرفضها أو يخترقها أو يتعداها
وقد قال الله سبحانه وتعالى : ( وتلك حدود الله فلا تقربوها ).. وفي آية أخرى ، ( فلا تعتدوها )
والله وما هذه الرسالة إلا رسالة من أخ مسلم لكم ، عاش فترة قبل الإلتزام بالإسلام ، وها هو يتنعم في نعمة الإلتزام ، وفهم الإسلام ، وفهم الواقع ، وفهم الأهداف المرادة من وراء كل الآلات الإعلامية الموجودة
أخواني وأخواتي هذه الرسالة إليكم ، نبعت من قول الله سبحانه وتعالى :
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )
وقوله سبحانه : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة )
أقول لكم : إن هذه الأفلام التي تُعرض علينا ليل نهار في وسائل الإعلام المحلية والعالمية ، سواء منها العربي أو الأجنبي أو المدبلج أو بأي شكل : هذه الأفلام محرمة تحريما قطعيا في شريعة الله سبحانه وتعالى
وابتداءً قبل سرد أدلة التحريم ، وهي معلومة بلا شك لدى كل عاقل .. لكن نذكر بعضنا بعضا بها ..
أخي وأختي : هل تحب أن تكون ممن يحارب الله بمعصيته ؟؟
هل تعلم أن مشاهدتك للأفلام تدمير لعقيدتك ؟
تدمير لإيمانك ؟
تدمير لحيائك ؟
تدمير للأخلاق والفضائل عندك ؟؟
سأبدأ معكم واحدة واحدة ، حتى نعلم المخطط الذي رُسم لنا ، ونحن كمسلمين نسير فيه كقطيع الغنم ، لا نتأمل فيما يجري حولنا
ألخص لك كل البحوث والمسائل الفقهية المتعلقة بتلك المسألة في هذه النقاط الإثنى والعشرين
وإذا أردت استيفاء نقطة معينة فلا بأس إن سألت ، فهو دينك أنت ، وأنت المسؤول عنه بين يدي الله غدا ، وليس أحد غيرك
أولا : الأمر بغض البصر أمر عام ، لا يُخصص إلا لمصلحة شرعية
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)( النور )
ثانيا : الأمر بغض البصر للرجال والنساء، وليس للرجال فقط
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) ( النور )
ثالثا : الأمر بالحجاب هو أمر بالتستر عن أعين الرجال
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ .... ( 53 ) ( الأحزاب )
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) الأحزاب
أن يُعرفن : أي أن يُعرفن أنهن حرائر المسلمات ، لأن الإماء كُن يكشفن وجوههن، فالأمر هنا للحرائر بأن تستر نفسها عن الرجال
رابعا : شروط الحجاب الشرعي ، وماذا إذا جاز كشف الوجه والكفين ؟
شروط الجلباب
- 1 - استيعاب جميع البدن .
- 2 - أن لا يكون زينة في نفسه .
- 3 - أن يكون صفيقا لا يشف .
- 4 - أن يكون فضفاضا غير ضيق .
- 5 - أن لا يكون مبخرا مطيبا .
- 6 - أن لا يشبه لباس الرجل .
- 7 - أن لا يشبه لباس الكافرات .
- 8 - أن لا يكون لباس شهرة .
ومسألة تغطية الوجه والكفين هي مسألة مختلف فيها بين العلماء ، فلو قلنا بجواز كشف الوجه والكفين ( وهذا في الحقيقة قول مرجوح عند أكثر أهل العلم لاسيما في زمن الفتنة ) فلا يجوز للمسلم أن ينظر إلى وجه المرأة أو كفيها إلا عند المصلحة الشرعية كذلك ، لأن الوجه هو الفتنة الأولى التي - عادة - ما يقع نظر الناس إليه .. فحتى لو كانت لابسة الحجاب الشرعي وكاشفة وجهها وكفيها لكنا في ذلك فتنة على الرجال ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء )
خامسا : فلا يجوز إذن :
أن تنظر إلى امرأة تمثل أمامك ، ولا تنظر إلى شعرها ولا عنقها ولا صدرها ولا باقي جسدها ، ولا ساقيها ولا قدميها ..
بل لا يجوز أن تنظر إليها وهي مرتدية بنطالا أو لباسا غير شرعي
بل كما قلنا لا يجوز أن تنظر إليها وهي بحجابها الشرعي إلا للمصلحة ، والمصلحة الشرعية المرجوة منتفية تماما في الأفلام