ذهبوا ليدرسوا في امريكا وكانوا يسكنون قريبا من مدخل البوابة الذهبية في غرفة تحت كنيسة, تصوروا لفقرهم لم يجدوا مكانا يسكنونه غير غرفة بمنافعها تحت كنيسة .. وكان همهم ايضا ان يدعوا الى الله سبحانه وتعالى همهم ان يدخل الناس في دين الله
همهم ان ينقذوا البشرية ويخرجوها من الظلمات الى النور.. همهم ان يدعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وان يكونوا مثالا ومثلا طيبا للمسلم الحقيقي.. كانوا يدرسون ويدعون الى الله وهم يقطنون اسفل الكنيسة هذا ما وجدوه ولعله كان خيرا لهم فخرجوا في ذلك اليوم ليتجولوا في الناس يدعونهم للدخول الى الاسلام كانوا يرتدون الزي الاسلامي وكانت وجوههم مضيئة بنور الايمان كانت جباههم تحمل النور من اثر السجود واثناء تجوالهم اليومي ذاك وعلى مقربة من مدخل البوابة الذهبية اذا هم بهذا الامريكي المهموم كان الامريكي هو الطالب جيف فاذا به ينظر متعجبا مندهشا فهو لم ير في حياته اناسا بهذا الزي ولا بهذه الهيئة ولا بذلك النور ولا بتلك الجاذبية التي جذبته اليهم فاقترب منهم ليتحدث معهم فقال لهم: -هل من الممكن ان اسألكم ? فرد احدهم: - نعم تفضل
فقال جيف: - من انتم ولماذا ترتدون هذا الزي ?!. فرد عليه احدهم قائلا: - نحن من المسلمين ارسل الله الينا النبي محمد | ليخرجنا ويخرج الناس من الظلمات الى النور وليجلب للبشر السعادة في الدنيا والاخرة ... وما ان سمع جيف كلمة (السعادة) حتى صاح فيهم : السعادة ?!.. انا ابحث عن السعادة.. فهل اجدها لديكم ?!!.
فردوا عليه: - ديننا الاسلام دين السعادة دين كله خير فانصرف معنا لعل الله ان يهديك وتتذوق طعم السعادة فقال لهم انني سأذهب معكم لاعرف ان كان لديكم السعادة التي انشد وهي السعادة الحقيقية .. لقد كنت قبل قليل سأنتحر كنت سأرمي بنفسي من فوق هذا الجسر واضع نهاية لحياتي لانني لم اجد السعادة لا في المال ولا في الشهوات ولا في شهادتي التي تحصلت عليها فقالوا له: -تعال معنا نعلمك ديننا لعل الله ان يقذف في قلبك الايمان ولذة العبادة فتتعرف على السعادة ولذتها فالله على كل شيء قدير..
انصرف جيف مع الشباب المسلم الشباب الداعي الى الله ووصلوا الغرفة التي كانوا يقطنون والتي حولت الى مصلى لهم ولمن اراد ان يتعبد الله فيها وعرضوا على جيف الاسلام وشرحوا له الاسلام ومزايا الاسلام ومحاسن الاسل
ام وعظمة الاسلام.. فقال: هذا دين حسن والله لن ابرح حتى ادخل في دينكم فأعلن جيف اسلامه. وبادر اولئك الدعاة بتعليمه الاسلام فأخذ جيف يمارس فرائض الاسلام وارتدى الزي الاسلامي لقد وجد ضالته وجد ان السعادة التي كان ينشدها في الاسلام وفي حب الله وحب رسوله | بل كان جيف سعيدا بأنه اصبح داعية الى الله سبحانه وتعالى في امريكا وابدل اسمه الى (جعفر) وكما نعرف من كتب السير ان رسول الله | وعد ابن عمه الصحابي الجليل جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه بأن يكون له جناحان يطير بهما في الجنة فقد كان جعفر الامريكي يطير بجناحين من الفرحة والسعادة لاعتناقه الدين الاسلامي فقد اوقف نفسه وحياته وماله وجهده في سبيل نشر الدين في امريكا.
وها قد عرفنا قصة جعفر الذي وجد سعادته في دين الله وفي التمسك بتعاليم الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد | فما بال كثير من المسلمين لا يزالون يعتقدون بأنهم لن يجدوا سعادتهم الا بمأكلا, وملبسا, ومشربا , ومركبا , ومسكنا , ومعشرا ?!!.. والله ان السعادة كل السعادة في ان يكون الانسان مؤمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله , وباليوم الاخر, وبالقدر خيره وشره. السعادة كل السعادة في ان يكون الله ورسوله احب اليه من ولده ووالده وماله ونفسه. والسعادة كل السعادة في ان يكون الانسان داعيا الى الله سبحانه وتعالى , مشمرا, ومضحيا من اجل اخراج الناس من الظلمات الى النور وهاديا يهديهم طريق الرشاد .
السعادة كل السعادة في مناجاة الله في الثلث الاخير من اليل السعادة كل السعادة في ان تمسح على رأس يتيم , وان تصل رحمك, وان تطعم الطعام وتفشي السلام وتصلي والناس نيام, السعادة كل السعادة في ان تبر والديك , وان تحسن لاقاربك وان تحسن لجارك , وان تتبسم في وجه اخيك وان تتصدق بيمينك حتى لا تعلم بها شمالك.. هذه السعادة في الدنيا فكيف بسعادة الاخرة.. لقد دخل جيف الاسلام لانه شاهد اولئك النفر المتمسكين بدينهم والداعين الى الله في ارض غير المسلمين .. والله لو اخلصنا النية والعزم لله سبحانه وتعالى واجتهدنا من اجل ايصال هذا الدين لوصل للعالم كله, ولكننا تقاعسنا وجبنا في دعوة الناس لدين الله.. ان ترك الدعوة الى الله من اخطر الأمور التي ينتج عنها ذل ومهانة وبعد عن الله.. اين (كنتم خير امة اخرجت للناس) اين (ومن احسن قولاً دعا الى الله ...